Uncategorized

كفاية جباية!

صوت المواطن المقهور إلى الحكومة التي لا تسمع ، جريدة موطني

كفاية جباية!

صوت المواطن المقهور إلى الحكومة التي لا تسمع

 

بقلم: محمود سعيد برغش

منذ سنوات ونحن نعيش تحت وطأة زيادات متتالية في الأسعار، لكن ما شهدناه مؤخرًا لم يعد مجرد «ارتفاع» بل تحوّل إلى حالة ممنهجة من «الجباية»، كما وصفها المواطنون الغاضبون في شوارع مصر. موجة غلاء جديدة ضربت الأسواق، ومعها ارتفعت صرخات البسطاء الذين لم يعودوا يملكون شيئًا إلا كلمات تخرج من قلوب محروقة: “ارحمونا.. كفاية جباية!”.

 

أسواق تشتعل، وجيوب تنزف

 

الطماطم والبصل والخضراوات الأساسية أصبحت سلعة رفاهية في بيوت كثيرة. الجنيه لم يعد له قيمة، والمواطن البسيط صار يفتش في جيوبه ليلًا ونهارًا فلا يجد ما يكفي حتى لشراء قوت يومه. الأسواق تشتعل والأسعار تقفز بلا مبرر، في ظل غياب واضح للرقابة، وصمت مريب من الحكومة.

كفاية جباية! صوت المواطن المقهور إلى الحكومة التي لا تسمع
كفاية جباية! صوت المواطن المقهور إلى الحكومة التي لا تسمع

الوقود.. فتيل الأزمة

 

الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود كانت القشة التي قصمت ظهر المواطن. لم تمر ساعات على الإعلان حتى ارتفعت أجرة المواصلات، وتضاعفت أسعار النقل، مما أدى إلى انفجار الغضب في المواقف الشعبية. المواطن لا ذنب له، لكنه يتحمل الثمن دومًا.

 

سائقون تحت الضغط، وركاب في المعاناة

 

في المواقف، المشهد مأساوي. السائقون يشتكون: “إحنا بندفع دم قلبنا على البنزين، وإحنا مش حكومة عشان نتحمّل الفرق!”، بينما الركاب يصرخون: “حرام عليكم.. إحنا ملناش دعوة، الحكومة هي السبب!”. اشتباكات كلامية، وفوضى، واحتقان يومي يُنذر بانفجار اجتماعي وشيك إذا استمر الحال على ما هو عليه.

 

الحكومة.. غائبة عن المشهد

 

أين الحكومة؟ هذا هو السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع. المواطن لا يرى إلا القرارات المفاجئة، والضرائب، ورفع الدعم، ولا يرى في المقابل إصلاحًا حقيقيًا أو حماية اجتماعية. الحكومة تمضي في طريقها، بينما الشعب يسير نحو الهاوية.

 

الحل؟.. في يد من يملك القرار

 

نحتاج إلى إصلاح اقتصادي حقيقي لا يدفع ثمنه الفقير وحده. نحتاج إلى رقابة صارمة على الأسواق، وإلى مراجعة عاجلة لسياسات التسعير والدعم. نحتاج إلى أن تشعر الحكومة بالمواطن، قبل أن يفقد المواطن إحساسه بالوطن.

 

كلمة أخيرة

 

أيها المسؤولون: قبل أن تفرضوا زيادة جديدة، اسألوا أنفسكم: هل هذا المواطن قادر على التحمل؟ قبل أن تناموا في مكاتبكم الوثيرة، انزلوا إلى الشارع، انظروا في عيون الناس.. ستدركون أن “كفاية جباية” لم تكن مجرد مانشيت، بل صرخة من قلوب أنهكها الظلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى